لهـ,,ـيب الروح بقلم هدير دودو

في الصباح..
زحفت رنيم أرضا والد,موع تنهمر فوق وجنتيها پقهر وحسـ,,ـرة قدميها لم تتحمل الوقوف عليهما وصلت نحو المرحاض وبدأت تزيل عنها ملابسها البالية اغمضت عينيها بضعف شديد تجاول أن تقف أسفل المياة لعلها تهدئ من الألم الذي يعصف بها نجحت في النهاية بعد عدة محاولات أن تقف أسفل المياة الساخنة لتخفض من الآم چروحها الجديدة.
ارتدت فستان من اللون الأسود طويل يصل إلى كاحليها ذو أكمام تغطي ذراعها بأكمله لا تريد أن تظهر أي أنش في جــــــــ،،ــسدها
نزلت من الغرفة ببطء تحاول أن تتجاهل الالم الذي تشعر به فأصبح يلازمها دائما لا يوجد شئ جديد قد اعتادت على هذا الألم.
تفاجأت عندما وجدت جواد ابن عم زوجها يجلس أسفل صحبة والدته وقفت تتابع هيئته الشامخة ومظره الخلاب ابتسمت ابتسامة شاحبة تزين محياها وتوجهت نحو والدته مدت يدها تصافحها متمتمة برقة وخفوت
أهلا وسهلا يا طنط عاملة ايه
بادلتها جليلة والدة جواد ابتسامتها ونهضت قامت باحتضانها مردفة ترد عليها به بهدوء
الحمدلله يا حبيبتي أنت عاملة إيه
همهمت بخفوت تجيبها وهي تأومأ برأسها إلى الأمام تحت نظرات مديحة _والدة عصام زوجها_ التي كانت ترمقها بنظرات غاضبة يملأها الكره
الحمدلله كويسة..
لم تستطع أن تتحدث مع جواد بسبب نظرات مديحة لها التي أربكتها فصمتت بعد ذلك وتوجهت تجلس فوق الأريكة إلا أنه فاجأها وفاجأ الجميع عندما تخلى عن صمته الذي كان يلتزمه طوال جلسته معهم وغمغم متحدثا معها جدية وخشونة يظهرها أمامهم وهو يطالعها ببنيتيه بنظرات شغوفة لم يفهمها سواه
رنيم..ازيك عاملة ايه
ابتسمت ابتسامة سعيدة من احترامه لها وطريقته معها المختلفة لم تجد أحد يتعامل معها بتلك الطريقة من قبل تمتمت ترد عليه بخفوت
الحمدلله أنا كويسة..
لم تتحدث أكثر من ثلاث الكلمات تلك التي تفوهت بهم للتو لكن أروى شقيقة زوجها لم يعجبها ما حدث لذلك تطلعت نحو والدتها پغضب عارم وقد بدأت نيرانها تشتعل بداخلها فهمت والدتها ما تريده فاومأت برأسها إلى الأمام تخبرها أن تهدأ ولا تبدي ڠضبها.
وجهت مديحة بصرها نحو تلك التي كانت تجلس على الأريكة وأردفت بحدة وعجرفة مشيرة لها بسبابتها بتقليل وهي تضع ساقها فوق الساق الأخر
أنت قاعدة ليه معانا اصلا هو أنت ناسية نفسك ولا إيه احنا عيلة وقاعدين مع بعض أنت ايه اللي دخلك قومي يا ماما ادخلي شوفي الشغل اللي وراكي ومتنسيش نفسك كتير أحسنلك.
اجتمعت الد,موع داخل مقلتيها بحزن من اهانتها أمام الجميع لكنها لم تستطع أن ترد عليها فابتلعت تلك الغصة القوية التي تشكلت داخل حلقها ونهضت بالفعل كما قالت لها متمتمة بخفوت ونبرة شبه باكية
ح…حاضر يا طنط أنا اسفة ليكم.
أنهت جملتها ونهضت تاركة إياهم خلفها بينما هو كان منتبه معها بشدة شعر بالڠــــــ،،ــــضب من زوجة عمه لما فعلته معها ومن إحراجها لها أمام الجميع
نهضت والدته مع مديحة التي غمزت لها لتنهض تاركين إياه مع أروى بمفردهما تنهد هو بغيظ ولم يعقب على ما يحدث بل تناول هاتفه وظل يتطلع فيه من دون أن يعير وجودها أي اهتمام
تنهدت بغيظ من تجاهله الشديد لها وتحدثت متسائلة مدعية الأهتمام بشأنه
قاعد ساكت يعني يا جواد عامل إيه وشغلك عامل إيه فيه
رد عليها بجدية ورسمية شديدة من دون أن يرفع بصره بها
الحمدلله كويس وشغلي كويس تمام.
التقطعت أنفاسها بصوت مرتفع لعلها تتحكم في انفعالاتها من طريقته الحادة معها وتمتمت تتحدث مجددا وهي تبتسم باقتضاب
كويس أنك جيت أنت ومرات عمي بقالكم كتير مجيتوش عمي وسما اختك بس هما اللي بيجوا.
اومأ برأسه إلى الأمام وأردف متحديدة لاعنة إياه بطريقته تلك معها تمتمت بمرح لعلها تعدل الاجواء المتوترة بينهما
عارفة إنك مشغول اكيد بس كدة مش بتسأل عليا خالص دة أنا بنت عمك حتى.
قطب جبينه بضيق من تعاملها معه وثرثرتها التي بلا فائدة ورد بحدة بعض الشئ
اه طبعا بنت عمي واختي الصغيرة كمان زيك زي سما حقيقي معلش متزعليش بس مش ببقى فاضي.
ظلت تسبه وتلعنه سرا هل يشبهها بشقيقته بعد كل ذلك وما تفعله لتجذبه نحوها فعلت العديد من المحاولات يقول لها في النهاية أنها مثل سما تحدثت بغيظ وتهكم ساخرا
زي سما
أه اختك..
اصطنعت ضحكة مزيفة أمامه وكادت تتحدث مجددا لكنه قطعها عندما صدح رنين هاتفه فأردف في عجلة ودون اهتمام بها
هقوم أرد على
موبايلي عن أذنك.
تنفس بصعداء ما أن نهض من امامها وأنهى جلسته معها التي لا يريدها هي تعلم ذلك والجميع أيضا يعلمون لكنهم يفعلون محاولات بلا جدوى.
وقف يرد على هاتفه وهو يضع يده داخل جيب سترته وقف متحدثا يرد بشموخ
تمام يا حسام هاجي أشوف أنا الحوار واخلصه خلاص متدخلش فيه.
استمع الى رد الجهة
رنيم
طالعته بابتسامة خاڤتة فوق وجهها ذو ملامحه الجذابة الساحرة التي حتى الآن وبالرغم من كل ما يحدث لها وافتقداها لروحها لم تفتقدهم
نعم يا جواد باشا في حاجة
قطب جبينه بعدم رضا
من اللقب التي تردفه له مع اسمه ابتسم وغمغم قائلا لها ببساطة وسعادة يشعر بها معها
لا باشا إيه جواد بس هو احنا في القسم بعدين مفيش حاجة أنا بس كنت عاوز اقولك متزعليش من اللي مرات عمي قالتهولك قدامنا عشان عارف أنك زعلتي هي طريقتها كدة أنت عارفاها اكيد مش محتاجاني أقولك.
ابتسمت بسخرية وۏجع في آن واحد هل يخبرها بألا تحزن وتنزعج هل يوجد من يهتم لحزنها وأمرها هي قد تناست كلمة الأهتمام وحذفتها من قاموسها بدأت قاموس جديد في حياتها يملؤه الۏجع والقهر الحزن والألم الضعف والبكاء…لكن الأهتمام وما يفعله هو الآن معها لا فقد تناسته تماما.
سارت من أمامه بخطوات واسعة شبه راكضة تريد أن تختفي من أمامه مسرعا..
اندهش من تصرفها المفاجئ الذي باغته لكن سار هو الاخر نحو الداخل وغمغم لوالدته بهدوء
يلا يا ماما كفاية كدة عشان مش فاضي.
تحدثت مديحة معترضة متمسكة بهما
إيه دة ليه ما تخليكم هو انتو لحقتو تقعدوا روح اقعد مع أروى واستنى عصام على ما يجي.
شحب وجه تلك الواقفة على المصعد عندما استمعت إلى اسم عصام يدوى داخل أذنيها شعرت بقلبها يعتصر داخل قفصها الصدري والخۏف بملؤه تبغضه وتبغض عودته إلى المنزل عينيها لا تريد رؤيته و
متمسكة بيه ولا إيه.
جلست والدتها بجانبها تربت فوق كتفها تعمل على تهدئة ابنتها المدللة
خلاص يا حبيبتي اهدي أنت بس وهو هيجي هيجي هو يطول حتى دة هيجيلك راكع وبكرة تشوفي أمك قالت والبالة اللي فوق دي انا هتصرف معاها وعصام جاي كدة كدة هتاخد نصيبها طالما غايظاكي هو احنا عندنا كم أروى ما عاش ولا كان اللي يضايقك ويزعلك.
هدرت الأخرى بغيظ تقلده بطريقة ساخرة يملأها المكر والحقد
أنت زيك زي سما…أنا زي سما يا ماما بيقولي إني أخته هو شايف نفسه على إيه دة.
اتسعت عيني والدتها وتمتمت بخبث ماكر يشبه نواياها الداخلية التي زرعتها في نفوس ابنائها
هتعرفي تربيه وهيجيلك لحد عندك اهدي أنت بس واتفرجي على اللي أمك حبيبتك هتعمله.
ظلت تخطط مع ابنتها في الوصول لجواد وكيفية الإيقاع به ليصبح في النهاية تحت سيطرتها تكون ابنتها سعيدة معه لكنها تناست أمر هام هو طبيعية شخصية جواد الصارمة الحادة التي مهما فعلت لن تستطع أن تسيطر عليه ولا أحد يقوى على فعلها…
في المساء..
عاد عصام إلى المنزل كان مثل عادته اليومية ثمل كان سيتوجه إلى أعلى حيث توجد هي ليفرض سيطرته وقوته عليها لكنه تفاجأ بوالدته التي كانت تجلس في انتظاره مع شقيقته تحدثت والدته بجدية مشيرة له بيديها أن يقف أمامها
عصام استنى تعالى هنا عاوزينك في حاجة أنا وأختك بخصوص الوسة اللي مرمية فوق دي.
سار على مضض متوجه صوب والدته كما أشارت وغمغم بخشونة وعدم ترتيب لما يتفوهه
مالها اللي فوق…إيه يا ماما أنت عاوزة إيه دلوقتي.
طالعته بسخرية وعدم رضا تلوى شفتها بسخط وهتفت ترد عليه بصرامة شديدة وحدة
لأ بقولك إيه اتعدل كدة يا عصام معايا ركز في اللي بقوله أنا زي ما جوزتهالك عشان تعمل فيها ما بدالك أقدر اخفيها خالص وأنت عارفني كويس.
اعتدل في وقفته أمامها وأغمض عينيه بضيق ثم. طالعها بعدها وغمغم متسائلا بجدية
إيه ياماما في إيه وإيه اللي حصل عشان تقولي كلامك دة دلوقتي.
وزعت بصرها الحاد عليه من أعلاه إلى أدناه وتحدثت بعد ذلك بمكر وخبث
الوسة بتاعتك اللي فوق دي مزعلة أختك وخليتها ټعيط وأنت عارف كله إلا أروى ونزلت
تتمايص على ابن عمك لما جه انهاردة بسهوكتها دي إيه مش عارف تلمها وتكسر رقبتها.
شعر بالڠضب يشتعل بداخله زمجر بصوت غاضب مرتفع متحدثا بلهجة مشددة حازمة
خلاص يا امي أنا هطلع اتصرف معاها كدة كدة وهتشوفي اطلع بقى ولا في حاجة تاني
حركت رأسها بيأس وسخرية مشيرة له بيدها ان يسير من أمامها متمتمة بغيظ ساخر
روح الحق اطلع الحق أصلها هتطير ماهي متلقحة فوق كدة كدة.
أغمضت عينيها بقوة تخفي صورته من أمامهما ومن ذهنها ابتسم هو معجب بملامح وجهها التي تبدلت تماما برؤيته ضحك بصوت صاخب رنت صوت ضحكاته في أذنيها جعلتها تمنت لو أنها ألا تستمع في حياتها بدلا من أن استمع لصوت ضحكاته المقززة.
في صباح اليوم التالي..
عاد جواد إلى المنزل للتو بعد ليلة شاقة قد عمل بها العديد من الأعمال الهامة وجد الجميع يجلسون يتناولون فطورهم كان سيدلف على غرفته في صمت تام من دون أن يتحدث معهم ألا أن والدته استوقفته متمتمة بحنان
تعالى يا حبيبي افطر شكلك تعبان.
بالفعل كان الإرهاق يبدو على قسمات وجهه وعينيه بوضوح هو لم ينم من ليلة أمس وأيضا عقله الذي انشغل بتفكيره بها بعدما رآها مرة أخرى كل شئ كان يدفنه قد تجدد من جديد يشعر وهي أمامه بالعجز والضعف يريدها لكنه لم يستطع يجب أن يخفى كل ذلك بداخله ولا يريد أن يجعل أحد يعلمه تنهد بصوت مسموع يخرج من
تلك الدوامة التي بها ورد على والدته بهدوء بابتسامة سعيدة تزين ثغره
لأ يا حبيبتي افطروا انتو أنا عاوز أنام مش قادر.
كاد يسير متوجه نحو غرفته لكن استوقفه والده تلك المرة مغمغما بخشونة وجدية
تعالى اقعد عشان عاوز اتكلم معاك يا باشا.
سار جواد مقترب منهم حذب مقعد خاص بمائدة الطعام وجلس فوقه متناولا شطيرة صغيرة يطالع والده منتظره يتحدث ويردف بما لديه عندما طال انتظاره أردف متسائلا
خير يا بابا متطلع بصرامة نحو جليلة التي ادعت انشغالها مع سما ابنتها فتحدث بحدة ولهجة مشددة
بس أروى مش زي اختك يا جواد وأنت عارف كدة كويس وعارف كمان اللي اقصده.
وقف واضعا يده داخل جيب سترته متخلي عن هدوءه الذي يصحبه دائما وأردف بجدية هو الأخر
ماهو أنا عشان عارف قصدك بقولك أن أروى زي سما وياريت حضرتك تفهم قصدي وإيه اللي عاوزه أنا مش اللي عاوزينه انتم.
وقف والده قبالته بعصبية شديدة وغمغم بسخرية وتهكم مطالع إياه بضيق
أنت عاوزنا تحت مزاجك لا بقولك إيه هو محدش غيرك اصلا بيعمل لللي أنت بمزاجه بس مش المرة دي بقى المرة دي لأ ياجواد.
أسرعت جليلة تتطلع نحو ابنها پخوف وقلق تخشى أن الامر يكبر ويزداد فأسرعت بعينيها نحو ابنها تترجاه أن ينهي الأمر من قبل ان يتحول من نقاش إلى مشاجرة بينهما لكن الأمر بينهما من البداية لم يكن نقاش هو كان مشاجرة هادئة ستشتد لكنه فهم مغزى نظراتها فأومأ لها برأسه يهدئها عاود
بصره نحو والده متمتما بجدية
عن اذنك يا يابا أنا مش فاضي عاوز اطلع ارتاح ينفع ولا في حاجة
لم ينتظر رده بل سار متوجه إلى أعلى نحو غرفته متأفأفا عدة مرات بضيق.
تطلع فاروق نحو جليلة التي كانت مرتبكة بشدة تحدثت معه بتوتر محاولة أن تهدئ الأمر والأجواء المشټعلة التي حدثت
خلاص يا فاروق مفيهاش حاجة هو راجع تعبان أنا هروح اتكلم معاه براحة بس الجواز مش بالڠصب.
طالعها بحدة اخرستها وتحدث بعدها بجدية شديدة
اطلعي شوفي ابنك يا جليلة ليني دماغه عشان بتجوزها مش واقفة تقوليلي ڠصب.
اومأت له إلى الأمام وصعدت متوجهة إلى أعلى من دون أن تتحدث معقبة على حديثه.
دقت فوق باب غرفته بهدوء وسرعان ما آتاها رده سامحا لها أن تدلف جلست بجانبه واضعة يدها فوف كتفه برفق وتحدثت معه بحنو
مش هتنفع يا جواد هي لو آخر واحدة في العالم مش هتنفع هي مش ليك دي واحدة متجوزة حتى أنا ناوية اكلمك في اللي حصل امبارح.
جزء كبير بداخله وبداخل عقله يعلم صحة حديث والدته ومتأكد مليون في المئة أنها ليس له من المستحيل أن تكون له كما يتمنى لكن قلبه يريدها قلبه يعشقها منذ أن رآها لا للحق قلبه قد تعلم
العشق وكل مشاعره بسببها هي بالنسبة له كنز ثمين يريده وسيحافظ عليه سيخفيها عن الجميع يعلم أن مشاعره الآن خاطئة لذلك يبتعد بقدر المستطاع هو لم يذهب هناك سوى عندما يشعر بنيران الاشتياق التي تشتعل بداخله نيران قوية لن تهدأ سوى برؤية عينيها يعلم أن تلك النيـــ،،ـــران لن تنطفئ مادام قلبه ينبض لكنه يحاول ات يجعلها تهدأ ولو قليلا..
تطلع بعينيه نحو والدته وغمغم بضعف شديد يملأ صوته وعينيه
مش قادر يا أمي أنا بحاول بس مش قادر صدقيني…بحبها مهما ابعد بحبها وهفضل احبها يا أمي هبعد عنها ازاي بس وأنا بعيد بس برضو هي مش خارجة من قلبي.
احتضنته بشدة وظلت تربت فوق ظهره بحنان غير سعيدة برؤيته وهو بتلك الهيئة الضعيفة بسبب شئ من المستحيل أن يتحقق غمغمت بتعقل وهدوء
سيبك منها اشغل نفسك باي حاجة أنت ظابط وقد الدنيا متفكرش فيها وهي بعيدة كدة كدة أنت امبارح كنت بتبصلها بطريقة تانية نظراتك كانت كشفاك دة حتى مديحة مرات عمك لاحظت وشوفت زعقتلها قدامنا ازاي خرجها من تفكيرك عشان خاطري يا ابني هي مش مكتوبالك ريح نفسك دة أنت ألف واحدة تتمناك.
وضع راسه فوق ساقيها بحزن شديد وتحدث مردفا بوهن وحزن حقيقي
مش عاوز حد من الألف ولا من العالم كله يا أمي مش عاوزهم أنا مش عاوز غيرها وعارف أن مش هينفع عشان كدة مش عاوز حد ومش هتجوز ولا واحدة.
ردت عليه بعدم رضا وهي تغرز اصابعها في خصلات شعره البنية بحنان وحزن لأجل حالة ولدها
يعني إيه مش هتتجوز لأ يا جواد أنت مش هتعمل كدة يا حبيبي أنت هتنساها وتخرجها من حياتك بعدين أروى بنت عمك كويسة وجميلة وبتحبك مش هتلاقي أحسن منها.
حرك رأسه برفض حازم وغمغم بنبرة ضعيفة محزنة تقطع أنياط قلب جليلة التي تستمع إليه بحزن هي الاخرى لحال ابنها
لأ يا امي انا مش عاوز أروى ولا حد متفتحيش الحوار دة معايا عشان خاطري مش دلوقتي.
لم تتحدث تعارضه تلك المرة مقررة أن تتحدث معه في وقت لاحق يكون في حالة أفضل من الآن ظلت تربت فوقه كتفه
بحنان وحب حتى وجدته ذهب في النوم قبلت جبينه بهدوء ورقة.
ثم خرجت من الغرفة بهدوء تام حذرة في خطواتها حتى لا تزعجه وتقلق منامه نزلت إلى أسفل مرة أخرى لتتابع ما ستفعله في يومها وجدت فاروق ينتظرها طالعها من أعلاها إلى ادناها بضيق وغمغم بصرامة وتشدد متهكم
طبعا ولا عملتي حاجة محدش مدلعه هنا علينا غيرك أنت اللي مخلياه كدة وعاملة كل دة مبوظاه.
تنهدت بصوت مسموع ملتقطة أنفاسها بصوت مرتفع وردت عليه بيأس لاستماعها الدائم لذلك الحديث الذي من الواضح أنه لن يمل من التفوه به
خلاص يا فاروق هكلمه يا سيدي براحة عليه هو معملش ومش بايظ ابني ظابط قد الدنيا ربنا يخليهولنا ولا متدلع ولا حاجة شايل المسؤولية وكلنا عارفين كدة.
طالعها بسخرية واستهزاء ثم امسك هاتفه وسار بشموخ متوجه نحو الخارج مردفا بضيق وحدة
مش بقولك محدش عامل كدة غيرك خليهولك اهو اللي شايل مسؤولية من غير جواز.
جلست هي فوق الأريكة التي كانت خلفها بضعف ومالت بجذعها واضعة يدها فوق رأسها بتعب مما يحدث معها حزينة على حال ولدها والذي يشعر به وغير راضية على طريقة زوجها معه الذي لم يفهم ما يمر به ابنه هو فقط يريد أن يجعله ينفذ ما يريده ويطلبه منه.
بعد مرور أسبوع…
وقفت رنيم في المرحاض ممسكة بذلك التحليل الذي في يدها والتي طلبت من أحدي
الخادمات إحضاره لها سرا تطلعت نحوه بوجه شاحب وقد ملأ الخۏف قلبها وجدت د,موعها تسيل فوق وجنتيها بضعف حركت رأسها نافية عدة مرات متتالية ولازالت د,موعها تسيل بلا توقف وضعت يدها فوق بطنها بړعب.
يطرح داخل عقلها سؤال واحد هل هي الآن تحمل داخل احشائها طفل منه لا ذلك لم يهمها إن كان منه أم لا هل ستصبح أم حقا وتحمل طفل ينمو ويكبر داخل احشائها
وجدت أمل جديد ينمو بداخلها أمل يجعلها تتمسك بالحياة وتعيش مرة أخرى ستصبح أم ومسئولة عن طفلها ستهتم بجميع تفاصيله ابتسمت بسعادة لم تشعر بها من زمن كانت
تبتسم من بين د,موعها التي لازالت تهطل فوق وجنتيها لكن هناك شئ قد تناست أمره من الواضح ذلك الشيء الذي دوما يدمر سعادتها وفرحتها ويمحي ابتسامتها نهائيا.
كيف ستخبر عصام زوجها بخبر حملها..وما هو رد فعله معها عندما يعلم! شعرت بالخۏف يتسرب من جديد إلى قلبها أغمضت عينيها ضاغطة عليهما بضراوة وخرجت من المرحاض بصمت تفكر في عصام وما سيفعله معها عندما يعلم بذلك الخبر..
لم يمر وقت طويلا على عودته ما أن رأته يدلف الغرفة حتى نهضت مسرعة بإرتباك وتوتر تقسم أنها أصبحت تستمع إلى صوت دقات قلبها الغي
أنا….ح… حامل ب.. بس عاوزاه.
رواية لهـ,,ـيب الروح بقلم هدير دودو
مش عاوزه أعمل اللي يعجبني فيه.
أنهت حديثها وسارت متوحهة نحو الخارج بلا مبالاه كأنها لم ترى شئ غير مألوف هي بالاساس تعامل تلك الفتاة كالدمية تتعامل معها وكأنها شئ لا يشعر ولا يؤثر بها أي فعل يفعله ابنها حتى أن حدث لها شئ لن يعنيها بل من الممكن ان تشارك في اذيتها أيضا لما لا ف عصام مثلها يشبهها كثيرا ولكن هو على نسخة أسوأ منها.
وقف هو لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله بالطبع من المستحيل أن يذهب بها إلى مستشفى أو أي مكان للرعاية الطبية لأن ذلك سيجعله يدلف في العديد من التحقيقات والتساؤولات لم يجد أمامه حل سوى الاتصال بعمه كما تحدثت والدته قبل ذهابها من الغرفة وتركها له بمفرده.
أسرع ممسك هاتفه ودق على فاروق الذي كان في تلك الأثناء يجلس في منزله مع زوجته وابنته قطب جبينه بدهشة عندما علم أن الأتصال من عصام وفي ذلك الوقت المتأخر يعلم جيدا أن هناك کاړثة قد حدثت أو قد افتعلها.
نهض مبتعد عن الجميع ليستطع التحدث بأريحية غمغم متسائلا بجدية شديدة ونبرة حازمة مشددة
إيه يا عصام في إيه عملت إيه أنت دلوقتي
رد عليه يخبره بما حدث معه بتوتر وقلق بالطبع لم يكن قلق عليها بل كل قلقه من أن يحدث له شئ بسببها لكن أن كان الأمر عليها كان سيتركها بدمائها من دون أدنى اهتمام بها
الموضوع مش هينفع في التليفون يا عمي تعالى بس بسرعة في حاجة مهمة.
همهم يرد عليه ثم أغلق معه وسار مسرعا نحو الخارج في عجالة ليفهم ما الذي فعله عصام وماذا يريد منه انطلق سريعا بسيارته..
وصل فاروق المنزل ترجل من سيارته بشموخ والصرامة بادية بوضوح فوق قسمات وجهه وجد ذلك يقف في انتظاره والتوتر يبدو عليه اقترب منه متسائلا بعدم اطمئنان
في إيه يا عصام أنت جايبني على ملى وشي ليه عملت مصېبة إيه لكل دة
لم يتفوه أو يخبره بأي شئ بل توجه به إلى داخل ممسكا بيده وسار صوب غرفته جعله يشاهد ما فعله من دون أن يتحدث.
وقف فاروق يشاهد ذلك المنظر الشنيع الذي أمامه من دون أن يبدى
أي رد فعل كان من المتوقع أن يصدم مما فعله أبن أخيه ذلك المشهد ليس هين بل يهز له الأبدان مسكينة غارقة في دمائها ولم يهتم أن يطمئن عليها
إن كانت لازالت على قيد الحياة وتلتقط أنفاسها أم توفت وانتهت حياتها بعد الذي حدث لها..
تخلى فاروق عن صمته الذي طال وهو يشاهد ما حدث متحدثا بضيق وحدة
يعني أنت متصل بيا عشان دي ما خلاص مش عملت اللي عملته أنت عاوز إيه مني ماټت ولا عايشة ما تشوفها أنا هعمل إيه يعني.
هل هؤلاء بشړ مثلنا كيف يتعاملون معها بتلك الطريقة هي حياتها أو مۏتها لم يهم أحد ولكن كيف يتحدثون عن الأمر كأنه أمر طبيعي متداول لدى الجميع..
تنهد عصام متمتم بجدية تامة شارحا له الأمر الذي يريده منه
لا عايشة يا عمي لو ماټت مكنتش جبتك بس مش هعرف اوديها مستشفى أنت عارف اللي هندخل فيه لو دة حصل.
اومأ برأسه إلى الأمام متفهما ما يريده منه فاردف بجدية شديدة وهو يوليه ظهره
طب شوف ارفعها من الأرض ولا هتعمل إيه وأنا هجيب حد اعرفه يتصرف هو.
نفذ الاخر ما قاله عمه توجه نحوها يرفعها فوق الفراش بلا مبالاه يعاملونها كشئ نكرة ليس له قيمة أو أهمية سوى أن تهان وتلبى رغبات
ذلك المړيض بينما فاروق فقد اجرى اتصاله ثم الټفت نحوه متحدثا بصرامة شديدة
في دكتور هيجي مش هيسأل عن أي حاجة حصلت والحوار هيخلص خالص على كدة.
ابتسامة ماكرة زينت محياه ووقف في الغرفة يشعر بالأنتصار والسعادة مما فعله معها يطالع هيئتها بسعادة حقيقية وكأنه انتصر في حرب لم يستطع أن يستخدم قوته سوى عليها هي لكن مهلا هل ما يفعله هو بها قوة بالطبع لا ذلك ليس له علاقة بالقوة بل هو اعتراف صريح منه على عدم رجولته وعجزه.
خرج فاروق من الغرفة متوجه إلى أسفل بعدما قد أنهى ما جاء لأجله لكن قبل أن يذهب استوقفته مديحة التي تفوهت باسمه
فاروق استنى.
تنهد بصوت مسموع يئس ثم عاد ببصره متطلعا نحوها غمغم متسائلا بجدية صارمة
نعم يا مديحة عاوزة ايه لو على الحوار اللي عمله ابنك فخلاص أنا خلصته.
بالطبه هي لن تتحدث عما فعله ابنها كما يقول فذلك أمر لن يهمها ولن تعطيه أهمية فقد اعتادت على أفعال ابنها مع تلك الفتاة لن تهتم وقفت قبالته وتحدثت ترد عليه بعدم رضا وجدية هي الأخرى مثله تماما
لأ اكيد أنا مالي باللي عمله ابني ما انشالله ېمـ,,ـوتها وتغور في داهية أنا هتكلم في اللي ابنك أنت بيعمله مع بنتي يا فاروق أنا وأنت متفقين أن جواد ل أروى زي ما أروى ل جواد وأنا بنتي فاهمة دة ومتقبلاه ابنك أنت ماله بيعاملها وحش ومزعلها دة بيعامل اللي فوق احسن منها.
أغمض عينيه بضيق مزمجرا پغضب من أفعال ابنه التي يعلمها غمغم متحدثا بتعقل
خلاص انا هتصرف وهشوف الحوار وأحله انا معاه بنفسي قوليلي ل أروى متزعلش جواد كدة كدة ليها.
حركت رأسها باستحسان لما يتفوهه متمنية أن ينفذ ما يردف به يقوم بالسيطرة على ولده ليجبره بالزواج من ابنتها لكنها لم تصمت بل تمتمت بشـ,,ـراسة تهدده بوضوح حاد
ماشي يا فاروق بس أنت عارفة الليلة واللي أنا أقدر اعمله كمان أنا بسكت بمزاجي.
ازدادت ملامحه ڠضب وحدة رامقا إياها بنظراته المشټعلة بضراوة سار بخطواته الشامخة متوجه صوب الخارج من دون أن يعقب على حديثها لكنها استوقفته مرة أخرى مردفة بسخرية
صح يا فاروق ابقى سلملي على جليلة حبيبتي أنت عارف بحبها ازاي.
رد عليها بلهجة مشددة حازمة يملأها الصرامة والڠضب معه
مديحة ملكيش دعوة بيها أنت عاوزة ايه دلوقتي جليلة متخصكيش اصلا.
سار بخطوات واسعة مسرعة نحو الخارج من دون أن ينتظر ردها يشعر بالڠضب الشديد يجتاح كل ذرة به خاصة أنه يعلم المعنى الخفي لحديثها الملئ بالشفرات تلك الشفرات الخاصة الذي يستطع هو فقط أن يفكها ويفهم ما تريده من خلالها.
صعدت هي متوجهة نحو غرفتها مرة أخرى بابتسامة شيطانية واسعة تزين ثغرها الماكر تعكس شعورها الداخلي الذي تخفيه في قلبها لذاتها فقط.
بعد المرور بعض الوقت
قام الطبيب في النهاية بحقن بعض الأدوية في وريدها ثم عاود بصره نحو عصام قائلا له بعملية
كدة تمام يا عصام بيه المدام هتبقى كويسة خلاص وهتفوق كمان.
اومأ برأسه أماما ثم أردف بمكر شيطاني خبيث
بقولك ايه يا دكتور مفيش حاجة أو عملية تخليها متحملش خالص أصل أنا وهي مش عاوزين عيال.
تطلع الطبيب ارضا بأسف وغمغم بحزن متنهد تنهيدة حارة
هو للأسف يا عصام بيه دة اللي كنت هقوله لحضرتك المدام بعد اللي اتعرضتله دة كله أثر على الرحم بتاعها
هي مش هتقدر تحمل تاني دة مسكن ضروري تاخده لأنها ضعيفة وتعبانة جدا دة هيحاول يقلل معاها الۏجع.
تود الصړاخ…الصړاخ حتى الفناء من تلك الحياة القاسېة عليها بضراوة تريد أن تصرخ من حسرتها وۏجع قلبها على ما فقدته تلك
المرة لا تعلم ماذا يجب عليها فعله لتنهي ذلك الألم الذي تعيش فيه لم يكن ألم طبيعي مثل الذي يشعر به الجميع لفترة ويزول بل ألم مستمر معها حتى نهاية الدهر.
تفكر في الهروب منه لكنها فعلتها ثلاث مرات من قبل هل ستفعلها الرابعة! تتذكر هروبها في المرة الاولى عندما قد عادت إلى والديها ثم بعد ذلك بدأت تهرب منه في الشوارع من دون أن تحدد هدفها لكنه كان يبحث عنها ويعيدها الى سجنه وجحيمه مرة اخرى كان فقط يشدد السچن عليها يزود عدد الحراسة في
المنزل بالخارج والداخل لكن من أكثر المرات التي حفرت في عقلها عندما هربت وعادت إلى منزلها مع والديها ورد فعلهما القاسې معها.
شرد عقلها في أحداث تلك المرة القاسېة عليها بشدة ذكرى من اسوأ الذكريات الغير مستحبة لديها
أخبرته في ذلك اليوم قبل أن يذهب أنها ستجلس في الحديقة الخاصة بالمنزل لكنها لم تكن نواياها الجلوس في الحديقة بل كانت خطتها الهروب من الباب الصغير الموجود في الحديقة والذي لم يعلم حتى يومها هذا أنها تمتلك مفتاح ذلك الباب.
استخدمت ذلك الباب في الخروج من المنزل وسارت من خلاله نحو الحارة الشعبية التي كان يسكن فيها والديها لكنها تفاجأت حينها بعدم وجود أي شخص بها وبعد العديد من التساؤولات تتذكر جارتها التي اخبرتها بتعجب مدهش
إيه دة يا رنيم يا حبيبتي أنت متعرفيش ولا إيه غريبة ما أهلك نقلوا با بت في شقتهم الجديدة داخلين في شهرين تلاتة.
بدت معالم الدهشة حقا فوق قسمات وجهها هي الأخرى متذكرة حديثه عن أهلها وكلمته الدائمة لها بأنه قد اشتراها ودفع ثمنها الزهيد الهابط نسبة له تمتمت متسائلة بخفوت شديد وقلق
ط… طب يعني يا طنط هو…حضرتك متعرفيش العنوان الجديد معلش لو بتعب حضرتك أصل بتصل محدش بيرد نهائي.
طالعتها السيدة في ذهول وتعجب من تلك التي تقف تسأل عن عنوان منزل والديها الجديد لكنها أسرعت تجيبها مسرعة بتعجل
أه يا حبيبتي استني أمك كانت مدياني العنوان في ورقة عشان لو حبينا نزورها ثواني هدخل اشوفهولك ادخلي طب يا حبيبتي.
ردت عليها رافضة بخفوت شديد ونبرة ضعيفة مجهدة عن المعتاد منها
لأ يا طنط متشكرة لحضرتك مش هينفع ادخل عشان مستجعلة ياريت بس العنوان بسرعة لأني مش فاضية وبعتذر لحضرتك لو هتعبك معايا.
ردت عليها بهدوء وهي تسير صوب الداخل تبحث عن تلك الورقة التي تريدها التي يوجد بها العنوان الجديد لوالديها
لا يا حبيبتي تعب إيه مفيش تعب ولا حاجة.
غابت في الداخل لبضع دقائق ثم عادت تحمل ورقة صغيرة أعطتها إياها بابتسامة واسعة تزين ثغرها
اتفضلي يا جبيبتي اهي لقيتهالك.
أخذتها منها وفتحتها تقرأ العنوان الذي يوجد بها وجدته عنوان في منطقة راقية بشدة أغمضت عينيها تحاول أن تخفي ما تشعر به تمتمت بخفوت تشكر تلك السيدة التي ساعدتها باحترام شديد
شكرا لحضرتك يا طنط بجد مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه.
سارت متوجهة إلى اسفل ثم بدأت تسأل بعض الناس المتواجدة في الشارع عن كيفية ذهابها إلى ذلك العنوان المدون في الورقة التي معها نجحت في النهاية في الوصول.
وقفت أمام الباب تشعر بالحيرة والتردد قبل أن تدق الباب لا تعلم صحة ما يدور داخل عقلها حسمت أمرها ودقت فوق الباب دقات هادئة.
وجدت والدتها تفتح لها الباب
وتطالعها بعدم تصديق في يهتز بضعف شديد
ماما متسيبونيش تاني عشان خاطري أنا تعبت أوي مش عاوزة حاجة غيركم.
ظلت والدتها متسنرة في مكانها لم تبدي أي رد فعل سوى الدهشة المسيطرة عليها لكنها سهقت بعد ءلك بصوت مرتفعة تبعدها عنها وغمغمت متسائلة بجدية أدهشت تلك الواقفة أمامها
إيه دة أنت إيه اللي جابك الله يخربيتك هتعمليلنا مصېبة جوزك عرف ازاي أنك جاية تعالى يا حسين شوف البت دي هتعمل فينا إيه بالبي بتعمله دة.
جاء والدها وقف يطالعها هو الاخر بعدم تصديق متمتما بجدية وقلق بدا على منحنيات وجهه
رنيم إيه اللي جابك دلوقتي أنت عارفة جوزك لو عرف هيعمل فينا إيه ادخلي دلوقتي ادخلي الله يخربيتك أنت وحركاتك.
وقفت تستمع إلى حديثهما وهما يعاملونها بحزم وشدة جعلت أنياط قلبها تتقطع وقلبها ينشق منقسما داخل صدرها لم تتخيل في حياتها أنهما يخبرونها بذلك الحديث القاسې الحازم معها..
يرى كل منهما حالتها الهزيلة الضعيفة أثر علامات ضربه عليها كل ذلك يظهر بوضوح شديد عليها فهو كل ما فكروا به هو أن وجودها سيسبب لهما کاړثة حقيقية مع ذلك المختل زوجها الذي أعطاهما المال مقابل اخذها وامتلاكها..
دلفت معهما بخطوات متهالكة تتطلع الى أركان تلك الشقة الذي يبدو عليها الفخامة تلك الشقة التي أمامها علمت أنهما قد تخلو عنها مقابل تلك الرفاهية التي يعيشونها الآن.
جلس والدها فوق المقعد بضيق يرى حالتها الهزيلة وما بها لكنه يدعي عدم رؤيته لها
ويتعامل على هذا الأساس أردف متسائلا بتعجب
جيتي هنا ازاي جوزك سابك ازاي دة هو قايل اننا
مش هنشوفك تاني إيه اللي جد.
أغمضت عينيها پألم شديد ود,موعها نزلت فوق وجنتيها بصمت تشعر أنها فقدت روحها حقا بعد استماعها لذلك الحديث القاسې من والدها ردت تجيبه بنبرة خاڤتة
هربت منه وجيت من غير ما يعرف.
وضعت والدتها يدها فوق صدرها وصړخت بقلق وريبة تخشى أن يفعل لهما زوجها اي شي بسبب فعلتها المتهورة
يا مصېبتي إيه اللي عملتيه دة الله يخربيتك زي ما عاوزة تخربي بيتنا تهربي منه ازاي منك لله وجاية عندنا ليه هتلبسينا مصېبة.
وزعت بصرها عليها بجمود لم تتخيل أن من تتحدث أمامها الآن هي والدتها التي من المفترض أن تحافظ عليها وتخاف ان يصيبها شئ ردت مندفعة بحزن يخـ,,ـترق أشلاء قلبها
جيت عشان انتو اهلي مثلا المفروض إني اجيلكم وانتو المفروض أنكم تحموني وتحافظوا عليا مش تقولولي جيت ليه هو فين محمد أخويا مش شايفاه يعني رأيه إيه في اللي بيحصلي دة.
اندفعت والدتها ترد عليها بحدة ونبرة مشددة حازمة
وأنت مالك بأبني عاوزة ايه من محمد هو ملوش دعوة بيكي وباللي بيحصلك دة متدخليهوش في حاجات مش عاوزينها بعدين تيجي ليه وتهربي ليه من جوزك أصلا هو دة تربية واحترام.
عندما كانت منشغلة في التحدث مع والدتها استمعت الى صوت والدها المرتعش الذي صدح مرتبكا خائڤا
ا…الو يا عصام بيه ك…كنت بس عاوز أقول لحضرتك يا بيه أن رنيم جت عندنا مستنيين حضرتك تيجي تاخدها أو شوف لو حضرتك يا بيه عاوز نجيبهالك خلاص تمام يا باشا احنا مستنيين حضرتك وهي مش هتتحرك غير على ايد سيادتك.
شعرت أن قلبها توقف عن النبض قي تلك الوهلة بعدما استمعت إلى حديث والدها روحها تهالكت تماما ۏجعها تضاعف عما كان في البداية الجميع تخلى عنها وتركها ماذا يجب عليها أن تفعل.
اقتربت من والدها بعدما اغلق الهاتف وتمتمت بنبرة متوسلة راجية ود,موعها تهطل بۏجع وحسـ,,ـرة
بابا عشان خاطري بلاش…بلاش ترجعني ليه والله ما هقدر استحمل بيعمل فيا حاجات محدش يستحملها عشان خاطري يا بابا لأ بلاش أنا عشان خاطر محمد ابنك حبيبك طيب أنا هرجع اشتغل تاني واصرف عليا وعليكم بس بلاش ترجعني بيه بص حتى بيعمل فيا إيه.
رفعت شعرها عن عنقها ليظهر تلك الچروح التي تملأه اكملت حديثها مجددا
عشان خاطري يا بابا بلاش أنا تعبانة معاه بجد هيقتلني والله.
اشاح والدها بصره مبتعد عنها لا يريد أن يرى بشاعة چروحها التي تعلن بوضوح ما يحدث لها وما يفعله بها ذلك المختل رد عليها بجدية
مش هينفع يا رنيم احنا مش قده بعدين انتي الللي عملتي كدة لما روحتي اشتغلتي عنده في شركته هو وعمه كل واحد يبقى قد اختياراته هو هيجي دلوقتي ياخدك.
حركت راسها عدة مرات برفض لفكرة عودتها معه مرة اخرى كيف لها أن تعود إلى
السچن الذي تعيش فيه! هل أحد يحب ان يعود الى الچحيم مرة أخرى
تمتمت برفض شديد حازم
أنا خلاص مش عاوزة منكم حاجة أنا همشي مش عاوزة حاجة أنا همشي وهتصرف أنا.
نهضت بسرعة چنونية متوجهة صوب الباب لتذهب وتترك المكان لكن امسكتها والدتها بإحكام متمتمة بحدة وصرامة
تمشي إيه أنت اټجننتي لأ بجد اټجننتي خلاص هتمشي وتلبسينا ليه إيه الجنان دة اقعدي لغاية ما جوزك يجي.
أ…اهي يا عصام بيه.
خد دول ليك عشان اللي عملته مكافأة مني ليك.
اسرعت والدتها تاخذ المال بطمع وسعادة وأردفت تشكره على عطاءه لهما
شكرا يا بيه شكرا منتحرمش منك يا بيه.
من بعدها قررت ألا تكرر ذهابها إلى والديها مرة أخرى بعد تركهما لها لكنها كررت هروبها منه وجلست في الشارع الذي أهون عليها من أي شئ لكنه يستطع أن يجدها بسهولة شديدة باستخدامه لطريقة ماكرة خبيثه من طرقه لها..
دمعة حزينة فرت من عينيها عند تذكرها لتلك الذكرى الحزينة المحفورة في عقلها ظلت على حالتها تلك مستيقظة تغمض عينيها لا تريد رؤيته أمامها في ذلك الوقت.
ظلت على حالتها حتى شقشق الصباح وهي لازالت على وضعها لكنها شعرت بالألم يشتد عليها من المتوقع أنه موعد دواءها فتحت عينيها في ذلك الوقت بوجه مټألم حزين شاحب خالي
من أي معالم للحياة وجدته يجلس فوق المقعد الذي أمامها عينيه لم تتحرك مثبتة عليها بضراوة بطريقة أرعبتها نهض مقتربا منها بوجه شيطاني تكرهه وغمغم بحدة صارمة داخل أذنيها
اخيرا فوقتي دة أنا قاعد مستنيكي شوفتي قلبي طيب ازاي معلش يا حبيبتي بس علقة امبارح كان سخنة وشديدة حبتين أنت لسة بعد كل دة جسمك متعودتش على الضړب.
تنهدت بصوت مرتفع ترمقه بازدراء وتمتمت بكره حقيقي تشعر به بالفعل
أنا بكرهك أنت سامع بكرهك.
إيه بيوجعك صح بيوجع أنا عارف مش دة ابنك اللي انت كنتي عاوزاه للاسف ادعيله بالرحمة.
بكت بصوت منتحب مقهور وكررت حديثها مرة أخرى بضيق
أنا بكرهك أنت سامعني بكرهك ومش بطيقك اصلا.
ضربها بقوة فوق وجهها بظهر يدها ثم أردف ببرود
انا عاوزك تكرهيني اصلا هو أنت فكرك أني عاوز واحدة
زيك تحبني أنت جاية هنا عشان مزاجي بس وقومي بقى كدة كفاية
شديدة تارك إياها تشعر بالالم شديد يعصف بداخلها زحفت پألم شديد متوجهة نحو المرحاض لعلها تخفض ما تشعر به من الألم تحت المياة الدافئة التي من الممكن تزيل ۏجع جسدها لكن ماذا عن ۏجع قلبها وروحها! ماذا عن قهرتها الشديدة لفقدان طفلها وشعور الأمومة إلى الأبد! لا شئ سيزيل كل ذلك مهما حدث..
سيظل ذلك الألم مصاحبا لها حتى النهاية…تتألم حتى نهاية وجودها في الحياة التي لم يكن لها نصيب من السعادة بها..
بعد مرور يومين…
كان جواد يجلس فوق مكتبه بشموخ وثقة تليق على ملامحه الجادة كان يعد ذاته للذهاب لكن استوقفه رنين هاتفه وجد أن ذلك الإتصال من والده امتعضت ملامح وجهه وبدت عليه الضيق أجاب عليه متسائلا بجدية تامة
الو يا بابا خير في حاجة
جاءه رد والده الحاد ولهجته الحادة الصارمة متحدث معه بطريقة آمرة يبغضها جواد
أروى بنت عمك عاوزة تروح مشوار مهم وعصام معايا في شغل روح وصلها أنت.
لو كان يتحدث بطريقة غير التي بتحدث بها الآن لكان وافق ولبى طلبه لكنه يتحدث بطربقة يرفضها لذلك رد عليه بلهجة حادة غاضبة
هو عصام بيشتغل وأنا بلعب مثلا ما أنا كمان بشتغل زيي زيكم بالظبط ومش فاضيلكم.
صاح پغضب وضيق من عناده معه الدائم
تشتغل تلعب ميهمنيش أنا قولتلك تروح تشوف بنت عمك محتاجة تروح مشوار مهم وأنت هتروح معاها سمعت اللي بقوله.
غرز أسنانه في شفته پغضب لو كان أحد غير والده هو الذي يقول له ذلك الحديث لكان سبه وتشاجر معه لكن هذا والده تنهد تنهيدة حارة ملتهبة وغمغم بعناد حقيقي ومكابرة
لا أنا مش رايح في حتة أنا مش فاضي وورايا كذا حاجة عن إذنك عشان مش فاضي مضطر اقفل.
أغلق الهاتف معه بضيق متأفأفا لكن لم يمر عليه شئ حتى وجد والدته تدق عليه الهاتف هي الأخرى رد عليها فتمتمت بهدوء وتوتر يظهر في صوتها
جواد يا حبيبي عشان خاطري أنا روح شوف بنت عمك دي أبوك اتصل وبهدل الدنيا فعشان خاطري أنا يا حبيبي ساعة زمن وارجع تاني.
تنهد بيأس وضيق مغمض عينيه بعدم رضا لكنه أردف موافقا على مضض
ماشي يا أمي عشان خاطرك أنت بس هروح أشوف عاوزة إيه ست أروى دي.
زفرت بارتياح لموافقته وأردفت بهدوء تام توصيه
طيب يا حبيبي بس براحة عليها البنت ملهاش ذنب عشان خاطري عارفك لما بتبقى متعصب.
بدأ يلملم أشياءه مستعد للذهاب مهمهما بهدوء وتعقل ليجعلها تطمئن وتهدأ
خلاص يا ماما متقلقيش..
ركب سيارته منطلقا بها إلى منزل عمه رحمه الله وعقله شارد بها من حين لآخر متمني رؤيتها هناك سيكون حينها سعيد الحظ عندما يراها فقلبه مشتاق إليها بضراوة يريد أن يملأ عينيه برؤيتها..
في نفس الوقت..
كانت رنيم تجلس أسفل بوجه شارد يدور في عقلها العديد من الأفكار مقررة ألا تصمت مرة أخرى بل سترد عليهم جميعا لن تصمت مجددا يكفي ما حدث لها بسببهم حتى الآن..
عرفت من عصام أنك سقطتي لأ وكمان مش هتخلفي تاني بصراحة تستاهلي أصل اللي زيك تخلف ليه يبقى عندنا حد من عيلة الهواري أنت امه متشرفيش بصراحة.
تحدثت مديحة مجددا پشماتة واضحة عليها
تؤتؤ يا حرام صعبتي عليا بجد أصل برضو الامومة حاجة حلوة
أوي مش هتعرفيها بقى أنت
حرام عليكي انتي عاوزة ايه مني مش هسيبك والله ما هسيبك هوريكي انا مش هعرف إيه بالظبط.
في تلك الأثناء ولج جواد وقف يشاهد ذلك المشهد الذي أمامه پصدمة وعدم تصديق وعينيه متسعة باندهاش تام مما تفعله رنيم في زوجة عمه رنيم التي كان دائما يراها كالملاك لا تستطع أن تفعل شئ ما الذي تفعله الآن…
رواية لهيـ,,ـب الروح بقلم هدير دودو
لفت وجود جواد انتباه
أروى وجدته يقف في حالة من الصدمة يتطلع إلى ما يحدث أمامه بعدم تصديق يرى حالة تلك المسكينة الضعيفة لكنه يراها في صورة أخرى لم تكن ضعيفة مظلومة بل كانت مذنبة لم يرى أنها هي المجني عليها بل يراها الجاني ليس هو فقط المخطئ فأي أحد سيدلف في ذلك التوقيت تحديدا كان سيفسر الأمر هكذا حقا..
ابتسمت تلك بمكر شديد مقررة أن تستغل ذلك الأمر الذي يحدث الآن لصالحها نهضت من فوق الأرضية مدعية الألم الشديد وبدأت تحاول مجددا أن تجعلها تترك والدتها متمتمة بمكر خبيث يشبهها
خلاص يا رنيم حرام عليكي طب ماما عملتلك إيه سيبيها يا رنيم ھتمـ,,ـوت في ايدك هو يوم أنا ويوم ماما احنا تعبنا معاكي في اللي بتعمليه دة سيبيها حرام عليكي.
كان تحاول أن تظهرها أمامه في صورة سيئة ولم تفشل فهي قد ساعدتها أيضا فكان كل ما تردده كلمة واحدة تكررها بلا وعي منها لما يحدث حولها
وجهت بصرها تلك المرة تلك لجواد تخبره أنها رأته تطالعه بأعين باكية تمثل ما تريده باتقان مغمغمة بتوسل زائف وقلق تبديه
تعالى يا جواد بسرعة عشان خاطري
ساعد ماما بجد المتوحشة دي عشان خاطري يا جواد دي عاوزة تق تلها بجد زي ما بتقول.
إيه اللي بتعمليه دة أنت اټجننتي
لم يتلقى منها أي رد فتركها بعد ذلك تسقط أرضا مقتربا من زوجة عمه تارك إياها تجلس باڼهيار تام وصوت بكائها المنتحب يزداد ويرتفع
لأ ح…حرام حرام عليكم أنا بكرهكم كلكم مش بحب أي حد.
خلاص يا مرات عمي بقيتي احسن اهدي أنت بس وخدي نفسك براحة هتبقي تمام.
ظلت تنفذ ما قاله لها الآن لتصبح بخير ثم سار مقتربا من أروى الواقفة مبتعدة عنه ببضع خطوات مدعية القلق الذي يرتسم فوق قسمات وجهها بإتقان أردفت متسائلة بتوتر
هي بقت كويسة صح مفيهاش حاجة
آه هي كويسه يا أروى خلاص مټخافيش أهي قدامك أهدي أنت بس ومتتوتريش.
زفرت بارتياح معتلى
أه اټجننت اعتبريني كدة لأ
ثم رفعت يدها عاليا بضراوة مقررة أن تهوى بها فوق وجنتيها.
رأى جواد ذلك المشهد شاعرا بالڠضب الشديد يجتاح كل ذرة بداخله نيران قوية متأهبة تشتعل بداخله لم يتحمل ما يراه الآن هو يعلم جيدا أنها مخطئة في فعلتها وفي ردودها الحادة مع أروى لكنه أيضا لن يتحمل رؤيته ل أروى ټصفعها لذلك أسرع مقترب منهما جاذبا إياه من قبضة أروى القوية فوق ذراعها واضعا إياها خلفه كأنه يحميها به وبجسده القوي وتحدث مردفا ل أروى بتعقل وجدية شديدة
خلاص يا أروى اهدي أنت بتعملي إيه مينفعش اللي هتعمليه دة أنت هتمدي إيدك عليها.
رمقته بضيق موزعة بصراتها عليه بتعجب مندهشة من حديثه الذي أدهشها وتحدثت بضيق وڠضب
يعني إيه يا جواد أنت عاوزني اقف اصقفلها ولا اقولها أنا المرة الجاية عشان تبقى مرتاح ما أنت شوفت بنفسك اهو اللي كانت هتعمله فينا
وكله قدامك.
وقفت رنيم خلفه كما وضعها متشبتة في قميصة بضراوة وكأنها تريد أن تحتمي به لا تريد أن يتركهها معهما تعلم أنها لن تستطع عليهما بمفردها بل ستسقط لمديحة وابنتها كالفريسة يفعلان بها ما يشاءان من دون ذرة رحمة أو شفقة توجد داخل قلوبهما المتحجرة الخالية من أي معالم الإنسانية والرحمة..
غمغم يرد على حديث أروى بجدية تبدو بشدة فوق منحنيات وجهه ولهجة حازمة مشددة
خلاص يا أروى وأنا واقف هتصرف اهدي أنت كدة وروحي شوفي مرات عمي.
ردت پغضب حاد شاعرة بالضيق مما يفعله معها من طريقته الحازمة في التعابير والحديث
يعني ايه هتقولها كلمتين وخلاص يا
استمع إلى حديثها شاعرا بالڠضب هو الآخر من حديثها عنها بتلك الطريقة المقللة منها أشار لها نحو والدتها متحدث بجدية صارمة
روحي
شوفي مرات عمي يا أروى اقعدي شوفيها وأنا هتصرف قولت.
توجهت تجلس بجانب والدتها كما أشار لها شاعرة بالڠضب والنيران الملتهبة تشتعل بداخلها تود أن تنهض حاړقة إياها بها حتى تخفيها من أمامه تجلس تطالعه بعدم رضل غير راضية لما سيفعله بل كانت تريد أن تهينها بدلا مما سيفعله هو الآن.
تركت رنيم ثيابه التي كانت تتشبت بها بقوة فاعتدل يقف قبالتها مغمغما پغضب وصوت عال حاد صائحا أمام وجهها بصرامة وكأنه يثبت ل أروى عكس ما تشعر به ويخيب ظنها
إيه بقى اللي أنت عملتيه دة هو في إيه ازاي تعملي كدة اصلا دي زي والدتك
دهشت من حدته معها التي لم تعتاد عليه منه هو دوما يتحدث معها بهدوء شديد لم يرفع صوته عليها ابدا لكنها لم تصمت نظرت متطلعة داخل عينيه البنية بضعف تحاول أخفاءه وردت عليه بشراسة لا تريد منه أن تجعله يستشعر ضعفها
أنت مالك أصلا هو أنت بتزعقلي ليه كدة أنا اعمل اللي يعجبني خلاص مش هعمل حساب لحد.
كادت تسير من أمامه تاركة إياهم من دون ان تعط أي اهتمام لأحد منهم لكنه أوقفها ممسك إياها من معصمها بهدوء يجبرها على النظر نحوه مرة أخرى مانع إياها من استكمال سيرها وتركه هتف متسائلا بهدوء كمان يتحدث معها دائما غير مبالي لوجود زوجة عمه وابنتها
رنيم استنى خلاص
م…مفيش أنا بس تعبانة أعصابي تعبانة عشان لسة يعني مسقطة الموضوع مزعلني ومأثر لا عليا.
أنهت جملتها بنبرة متلعثمة شبه باكية والد,موع قد ملأت مقلتيها اللامعتين بحزن شديد وحـ,,ـسرة مټألمة حقيقية تشعر بها في قلبها قلبها الممزق من ضراوة القسۏة والألم المتواجد بداخله..
استشعر هو كم الحزن الشديد يوجد داخل عينيها وفي نبرة صوتها الحزين المقهور تمنى لو أن لديه القدرة على جذبها داخل أحضانه وبين ذراعيه يريد أن يخفيها من العالم وشدته عليها هي كالهشة لم تتحمل اي شي لكن مهلا عن ماذا يتحدث هي تحملت كل شئ في الحياة لا يأتي على باله نعم هي رقيقة ضعيفة ولكن ما حدث لها في حياتها يثبت عكس ذلك تماما..
تركته يقف كما كان وسارت هي بخطوات متعثرة شبه راكضة تصعد الدرج متوجهة صوب غرفتها تاركة الجميع خلفها ود,موعها تسيل فوق وجنتيها بحزن شديد شاعرة بنصل حاد مغروز في قلبها بلا شفقة تنتظر من ينزعه حتى يهدأ ذلك
الألم الذي أصبح ملازما لها.
نهضت أروى تقف أمام جواد تطالعه پغضب متمتمة بعدم رضا وجدية
بجد هو دة اللي ربنا قدرك عليه معاها أنت كان ناقص تقولها المرة الجاية.
طالعها بنظرات حادة غاضبة اخترقتها متمتما بجدية ولهجة مشددة حازمة
خلاص يا أروى كانت حامل وفقدت حملها ليها حق بعدين أعصابها تعبانة خلاص محصلش حاجة الحمدلله اقفلي الحوار بقى.
طالعته بطرف عينيها بنظرات غاضبة بشدة تود أن تصعد خلف تلك التي ذهبت وټقتلها لا تعلم لماذا يتعامل معاها بتلك الطريقة الحادة ومع غيرها يتعامل بهدوء ولطف شديد غرزت أسنانها في شفتها بغيظ شديد يتآكل في قلبها بضراوة..
توجه نحو زوجة عمه جالسا بجانبها وضع يده فوق كتفها يربت عنها بهدوء ثم غمغم متسائلا بقلق
أنت كويسة صح ولا حاسة بحاجة لو في حاجة تعباكي قوليلي لو كدة اوديكي ونكشف.
حركت رأسها نافية متمتمة لترد عليه بتعقل ونبرة هادئة بشدة
لأ خلاص يا حبيبي أنا كويسة متقلقش أنت الحمدلله مفيش حاجة.
تنهد
بارتياح وحمحم بعدها بجدية محاولا ألا يجعلها تغضب وتفعل لتلك شئ يضرها أو يزعجها
معلش طيب يا مرات عمي متزعليش من رنيم واللي عملته أنت سمعتي اللي قالته وإن أعصابها تعبانة مكنش قصدها.
رمقته بنظراتها الغير مفهومة لما يفعله هو من تصرف وحديث غير مفهوم أيضا متحدثة ترد عليه بهدوء ماكر ممېت يشبهها
اكيد يا حبيبي أنا عارفة وعذراها مش محتاج تقولي وتوصيني عليها دي مرات ابني.
هتفت بالكلمة الأخيرة عن عمد لتذكره بذلك الرابط تريد أن تذكره أنها زوجة أبنها تفعل بها تشاء من دون أن يتدخل تريده يوفر خوفه وقلقه لأبنتها ليس لتلك الفتاة التي لا قيمة لها.
أومأ برأسه أماما بتفهم فهو ليس ابله بل مدرك جيدا معنى كلمتها الأخيرة وما تريد أن تصل إليه بذلك الهدوء الذي تتحدث به
وتلك الرسالة الخفية التي ترسلها عبر حديثها وكأنها تريد أن تمنعه من الدفاع عنها..
هي ماكرة حقا تخفي خلفها حقيقتها وحقيقة نواياها متخذة الهدوء قناع لمكرها وخبثها تخفي حقيقة عقلها المفكر بتفكير شيطاني يشبهها خلف ذلك القناع الذي ترتديه بإتقان..
اقتربت أروى منه مرة أخرى متسائلة بتعجل
طب إيه يا جواد مش يلا عشان نلحق نوصل حفلة مهمة أوي اصحابي عاملينها وأنت هتحضر معايا عمو قايلي.
رمقها بنظرات ساخرة حادة مليئة بالغيظ منها ومن والده بسبب تفاهتها الشديدة وأعمالها التي لا قيمة لها لا يصدق أنه ترك عمله الهام لأجل ذلك الأمر الساذج تطلع نحو هاتفه الذي ارتفع صوته معلنا عن وصول اتصال له.
ابتعد بعض الخطوات عنهما وتحدث عبر هاتفه ثم عاود مرة أخرى كما كان معتذر من أروى بجدية ممسك بمفاتيحه وهاتفه استعدادا لذهابه
معلش يا أروى مش فاضي جالي شغل مهم تتعوض بقى مرة تانية مش ضروري تروحي الحفلة أو شوفي عصام لو خلص شغله عن إذنك عشان مستعجل.
أنهى جملته متوجه صوب الخارج يركب سيارته الذي انطلق بها مسرعا تاركا إياها تستشيط ڠضبا والنيران تشتعل بداخلها من إهماله الواضح الصريح لها عدم إهتمامه بما تريد منه.
تطلعت نحو والدتها متمتمة بلوعة وغيظ شديد
شايفة يا ماما شايفة بيعمل ايه كل مرة بعوز منه حاجة هو كدة على طول معايا أنا مش فاضي ليا ولا للي عاوزاه هو بس فاضي اللي فوق بقف يشوف مالها ويدافع عنها يجي مع مرات عمي بالعافية وفي الآخر يقولي لأ ويطلع مية عذر خليكي شاهدة عليه يا ماما..
اومأت لها بشرود عقلها منهمك في التفكير في أمر آخر بعيد تماما عن ثرثرة ابنتها الآن وغيظها مما يفعله جواد مكررة أن تتخذ خطوة جادة فيما تفكر..
كان جواد يقود سيارته بدون تركيز عقله شارد بها شارد في رؤيته لها تلك المرة التي كانت تختلف عن كل مرة سابقة يراها بها كان دائما يراها لدقيقة يلمحها ويلمح خيالها بها يحاول أن يخلق دقائق لرؤيتها لكنه يفشل في كل مرة كانت تختفي هي من أمامه عن عمد مدعية إنشغالها في أمر آخر هام ستفعله.
لكنه تلك المرة وقف معها متمعن بصره بها جيدا عينيه تتأمل كل تفصيلة بها أصبحت أنحف كثيرا عما كانت من قبل بنيتيها بداخلهما حزن شديد يبدو تلك المرة بوضوح لكنه توقع أن ذلك الحزن من أجل فقدان طفلها هو ليس على دراية بما يحدث لها وما يفعله معها ذلك المختل من أذى نفسي وجسدي يحاول أن يلحق بها أي اذى لا يهمه هو فقط يريد أن يراها تتألم وتخشاه.
نبرة صوتها المقهورة الحزينة وهي تخبره عن خسارة طفلها لن تذهب عن ذهنه ولو لبرهة واحدة يتمنى أن يضمها ويذهب بها بعيدا عن الجميع في رحلة صغيرة جاعلا إياها تنسى كل شئ يحزنها عن ۏفاة طفلها ولكن تلك الرحلة لن تحدث سوى داخل عقله فهي متزوجة من أبن عمه فما يريده من الصعب أن يحدث بل من المستحيل تحقيقه.
شرد بعقله إلى الماضي متذكرا عندما كان يراها
من قبل فقد كانت تعمل سكرتيرة في شركة والده كان يت
عاوز تقول عادي براحتك أنا بس كنت بسأل عادي حابة أعرف لكن خلاص.
انتبه لحديثها وما تتفوه به متفهم إحراجها من صمته وعدم رده بإجابة لسؤالها أجابها متحدثا بمرح
لأ مش عاوز أقول إيه عادي أكيد ياستي أنا مش بشتغل معاهم عشان مش حابب وانا اصلا ظابط وبشتغل في شغلي ومجالي وبحبه أوى هو اينعم دي مش عاجبة فاروق بيه بس عادي انا ماشي حالي بعرف اتصرف وامشي أموري معاه وهو اتعود برضو.
ابتسمت ولمعت عينيها بوميض معجب بما يتفوه به وتمتمت بإعجاب وهدوء
بجد الله دة حلو اوي ظابط بقى وبتعرف ټضرب وتكسر وتقبض على الناس لا حلو أوي دة خلي بالك والمهم إنك بتحب شغلك دة.
ضحك بصخب من حديثها ثم غمز إياها بإحدي عينيه مازحا معها بمرح يرد عليها بمكر ومزاح
لأ كمان خلي بالك في حاجة تانية دة أنا بعرف اشيل اوى.
قطبت جبينها بدهشة متطلعة نحوه بعينيها بعدم فهم متسائلة بعدم فهم
بتشيل! يعني إيه بتشيل قصدي بتشيل إيه
شوفتي أهو
بشيل كدة.
كانت ستصرخ بصوت مرتفع لكنها تحكمت في ذاتها خوفا من أن يستمع إليها أحد تمتمت قائلة له برجاء
طب خلاص خلاص ممكن لو سمحت تنزلني بقى كفاية كدة خلاص شوفت.
شكرا عن أذنك هكمل شغلي.
سارت من أمامه جالسة فوق مقعد مكتبها كما كانت تتابع شغلها بصمت تام واللون الأحمر القاني يكتسي وجنتيها بخجل شديد.
سار هو الآخر نحو الخارج لا يريد أن يجعلها تنتبه لإهتمامه بها ومشاعره المتواجدة بداخله تجاهها مشاعره التي تسيطر عليه ويحاول ألا يجعلها تقوده يريد أن يتحكم بها ولو قليلا حتى لا تكشفه أمامها وأمام أحد مقررا أن يؤجل خطوة مصارحتها بمشاعره في وقت لاحق يكون أفضل وعلى استعداد لمواجهة الجميع ليس هي فقط..
لكن مشاعره السعيدة لم تدم طويلا بعدما سافر في مهمة خاصة بعمله وعاد وجدها قد تزوجت من ابن عمه لا يعلم كيف حدث هذا! ومتى! لكنه يعلم أنه والده كان السبب الرئيسي لتلك الزيجة التي تسببت في ټدمير قلب ابنه..
دخل حينها في دوامة كبيرة من الألم والحزن خرج منها بصعوبة شديدة بمساعدة والدته التي صارحها بحقيقة مشاعره لكن بعد ذلك قد ازدادت الفجوة بينه وبين والده الذي يراه السبب الرئيسي في ټدمير قلبه وانكساره تماما..
فاق من شروده وعينيه يكسوهما اللون الاحمر من فرط الڠضب المشتعل بداخله كور قبضة يده ضاربا المقود الخاص بالسيارة عدة مرات پغضب صائحا بضيق شديد
غبي غبي يا جواد مكنش ينفع استنى خالص لولا كدة كان زماتها بقت معايا أنا كمان غبي..
أغمض عينيه پألم شديد يعصف بداخله مصدرا هدير غاضب مزمجر بحدة شديدة مسح تلك الدمعة التي فرت من عينيه بحزن عما حدث معه يشعر بالقهر من وجودها أمامه وممنوع تماما الأق كلمتك عليه بعدين لاحظت حاجة غريبة يا فاروق تعالى دلوقتي حالا عاوزاك ولازم تيجي سامعني.
صدر عنه تنهيدة حارة حاړقة پغضب لاعنا ابنه سرا من أفعاله الغير مرضية له وإصرار مديحة على مجيئه لها في ذلك الوقت مهمهما بحدة شديدة
خلاص يا مديحة بلاش كلامك دة واقفلي أنا هتصرف وجايلك أهو.
أغلق الهاتف متأفأفا پغضب حاد بدأ يرتدي ثيابه بعصبية شديدة ثم سار متوجه إلى الأسفل على مضض.
جلست هي في انتظاره مقررة أن تلقي بقنبلة قوية ستقلب الحياة بأكملها رأسا على عقب وتزداد النيران اشتعالا لما ستتفوهه لذلك جلست مبتسمة بمكر وخبث يشبهها حقا.
في ذلك الوقت…
مسك يدها بهدوء مانعا إياها من النهوض قائلا لها بهدوء وجدية
لأ يا
حبيبتي خليكي زي ما أنت متتعبيش نفسك أنا مش جعان اصلا تعالى عشان عاوز اتكلم معاكي فوق كويس أني لقيتك صاحية.
أدركت ما الأمر سريعا من قبل أن يتحدث فأومأت له برأسها إلى لأمام مضيقة عينيه عليه وتحدثت بهدوء وفهم لما يريده ابنها
ماشي تعالى نشوف الكلام اللي فوق اللي أنا عارفاه دة طالما قولت نتكلم فوق بس ماشي يا سيدي يلا.
نهضت معه ممسكة بذراعه لتصعد معه حتى يتحدث بما يريده لكن في ذلك الوقت كان فاروق قد نزل رمقه بضراوة ما أن رآه تعكس نظراته الغاضبة ما يشعر به صاح به بحدة ولهجة مشددة حازمة
إيه اللي بتعمله دة بقى موديك لبنت عمك عشان توديها مشوارها المهم ومكان ما هي عاوزة تروح تستأذن وتمشي إيه كنت بتشوف الطريق ولا هو أي عند فيا وخلاص.
تنهد پغضب هو الآخر يحاول أن يكبته بداخله يخفي ذلك الڠضب ويحترم والده رد عليه بحزم وجدية واقفا قبالته
أيوة كنت هوصلها وسيبت شغلي المهم اللي أنت مش معترف بيه وروحت لقيت أن الأستاذة بنت عمي مشوارها المهم حفلة صحبتها عاملاها اروح فين وأنا ورايا شغل مش فاضي للعب العيال دة.
لم يعط لما يتفوهه أي أهمية بل أردف متمتما ببرود
أيوة يعني إيه ما هي حرة تروح المكان اللي يعجبها حفلة
مش حفلة المهم إنك كنت المفروض توصلها لكن أنت كالعادة عاوز تعاند ومتسمعش كلامي هو دة اللي باخده منك على طول أيه الجديد
بدا الڠضب والعصبية فوق قسمات وجهه المتشنج كاد يتحدث يرد عليه لكن تدخلت والدته مرسلة له نظرات مترجية بعينيها طالبة منه أن يصمت لا تريد أن يزداد الأمر بينهما في ذلك الوقت..
أنصاع لطلبها
منه بسبب نظراتها المترجية ولم يرد على حديث والده المثير للڠضب بل أولاه ظهره ببرود تام واضعا يده داخل جيب سترته من دون أن يتفوه بحرف واحد.
تجاهله له أيضا لن يرضيه بل أغضبه أيضا مهما يفعل جواد لن يرضيه إذا تحدث أم لا سيظل غاضب منه متحجج له بشئ غير الآخر ليتشاجر معه عليه لكن ولحسن الحظ تلك المرة كان يريد الذهاب مسرعا لذلك سار خارج المنزل من دون أن يتحدث هو الآخر سار بخطوات حازمة غاضبة بضراوة.
اقتربت جليلة من ولدها واضعة يدها بحنان شديد فوق ظهره مبتسمة أمام وجهه بهدوء متمتمة بتعقل
خلاص يا حبيبي متزعلش منه ما أنت عارف فاروق هو طريقته كدة هنعمل إيه
اومأ برأسه في صمت مردفا بعدها بشرود وعينيه متطلعة على الجهة الأخرى بتركيز شديد
مش مهم ياماما اللي بيعمله اصلا دة كله مش في دماغي ولا هاممني سيبك أنت من كل دة.
احتضنته بضراوة وحنان أموى بداخلها ثم أردفت متسائلة بإهتمام
كنت عاوز تقولي على حاجة فوق قبل ما أبوك ينزل تعالى يلا عشان أعرف إيه هي الحاجة.
صعد بها إلى أعلى داخل غرفته بالتحديد مغلقا الباب خلفهما بإحكام حذر على ألا يجعل أحد يستمع إلى ما سيتفوه به مع والدته الآن جلست فوق الفراش وجلس هو أمامها كادت تسأله لكن قبل أن تفعلها كان هو يجيبها پألم شديد ولوعة والد,موع تلتمع داخل عينيه الحزينتين پقـ،،ــــــهر
لما روحت هناك انهارده شوفت رنيم في حالة وحشة أوى يا ماما بهتانة كدة وأعصابها بايظة خالص عشان كانت حامل وسقطت كانت بتتكلم بحزن شديد أنا لاحظته وهما هناك محدش فاهم دة وجايين عليها وصلوها
لم تنكر أنها شعرت بالحزن هي الأخرى لما حدث مع تلك الفتاة لكنها لا تريد أن تجعلها تأخذ مكانة أكبر في حياة ابنها لا تريده ان يفكر بها أكثر حتى لا يكشف أحد ذلك الأمر الهادم قطبت جبينها بدهشة عندما انتبهت إلى حديثه وتحدثت متسائلة في دهشة متعجبة
إيه يا جواد أنت بتقول إيه كانت عاوزة أنت واعي للي بتقوله يعني إيه الكلام دة.
أسرع يرد عليها في لهفة شديدة وعينين عاشقة ملتمعة بوميض من العشق الحقيقي
لأ لأ يا ماما أنت فاهمة غلط هي مش كدة ما أنت عارفة رنيم وعارفة أسلوب مرات عمي معاها هي بقى كانت أعصابها تعبانة وكانت تقريبا عندها اڼهيار عصبي بسبب حوار الحمل دة أنت فاهمة طبيعة شعورها في حاجة زي كدة.
اومأت برأسها ثم أردفت متحدثة بقلق وتوتر
طب إيه مرات عمك دلوقتي كويسة صح مفيهاش حاجة الحمدلله أنت اتصرفت
لا يريد خوف والدته على زوجة عمه بل يريد أن يكون خۏفها على رنيم يرى أنها تستحق هي كل ذلك الخۏف والقلق بدلا عن الجميع رد بجدية وضيق
آه يا ماما هي كويسة ومفيهاش حاجة رنيم مكانتش هتعمل حاجة اصلا بس الحوار مش كدة أنا عاوزك تكلمي رنيم ياماما تهوني عليها شوية بجد حالتها كانت وحشة.
لم تقتنع
الإقتناع التام للدوافع الذي يريد منها ان تفعلها لذلك تمتمت بقلق وخوف لتجعله يتراجع عما يريدها تفعله
بس يا جواد احسن حد يعرف حاجة جواد أنت عارف لو حد عرف مشاعرك ناحيتها هيحصل إيه عارف ولا لأ دة العيلة هتتقلب كلها ما بلاش أحسن أنا يهمني مصلحتك يا حبيبي.
أغمض عينيه پألم وحزن شديد متمتما بضعف وۏجع
عارف يا أمي عارف اللي هيحصل.
صمت لوهلة وعقله ليس معه بل في دوامة من الحزن والألم الذي بسبب تلك المرحلة الذي وصل لها في حبها ظاخل عقله مستردا حديثه بجدية وتعقل
بس دي مفيهاش حاجة يا أمي عرفتي من ابنك ان واحدة سقطت متصلة تطمني عليها عادية دي مفيهاش حاجة كلميها بقى.
تنهدت بصوت مرتفه وتناولت هاتفها قامت بالإتصال على الرقم الخاص ب رنيم مباشرة التي سرعان ما ردت عليها متسائلة بصوت خاڤت حزين
الو…مين معايا
ردت تجيبها بهدوء مبتسمة لكن اثناء حديثها قام جواد بنشغيل المكبر ليروي قلبه من استماع صوتها ذو نغمة خاصة يتراقص عليها نبضاته
أنا جليلة يا حبيبتي مرات عمك فاروق أنا متصلة اتطمن عليكي جواد قالي أنك اعصابك تعبانة عشان اللي حصل فقولت اشوفك يا رنيم.
أنا…أنا الحمدلله احسن
عايشة اهو يا طنط شكرا على سؤالك واهتمامك دة.
وصل إليهما صوت
استنكرت حديثها هي تطلب منها ألا تحزن كيف يحدث ذلك! الجميع يجعلونها تشعر وتتأكد من أنها خلقت لتحزن فقط عدم حزنها أصبح من الأشياء المستحيل حدوثها تمنت لو أن لديها الشجاعة لتخبرها بما يحدث معها.
ما يفعله بها








